قصة سيدنا يونس عليه السلام تعد واحدة من القصص القرآنية العظيمة التي تحمل في طياتها دروسًا عظيمة في الصبر والتوبة والثقة بالله. ورد ذكر سيدنا يونس في القرآن الكريم في عدة مواضع، أبرزها في سورة "الصافات" وسورة "يونس" وسورة "الأنبياء".
لم يُحدد القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة مدة بقاء سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت بشكل دقيق ومباشر. ومع ذلك، يمكننا أن نستدل على بعض الأمور المهمة من النصوص الشرعية:
"فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"
(سورة الأنبياء: 87).
وصف الآية "فِي الظُّلُمَاتِ" يشير إلى ظلمات الليل، البحر، وبطن الحوت، لكن الآية لا تحدد مدة مكوثه.
"دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له"
(رواه الترمذي).
الحديث يركز على دعاء سيدنا يونس، لكنه لا يحدد أيضًا مدة بقائه.
عدم ذكر المدة في القرآن أو السنة يعكس حكمة عظيمة، إذ يركز القرآن على مضمون القصة، وهو أهمية التوبة والرجوع إلى الله، وليس على التفاصيل الزمنية. فالقصة تعلّمنا أن الله عز وجل يستجيب لعباده إذا دعوه بإخلاص حتى في أصعب الظروف.
لا يوجد دليل قطعي من القرآن الكريم أو السنة النبوية يحدد مدة مكوث سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت. والأقوال المشهورة في التفاسير تتراوح بين ثلاثة أيام وسبعة أيام وأربعين يومًا، لكنها تبقى اجتهادات وليست نصوصًا قطعية. المهم هو الدرس المستفاد من القصة، وهو التوبة والإخلاص في الدعاء.